الخميس، 21 فبراير 2013

أي تقارب طائفي ؟؟؟ وأي توحد إسلامي ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم  
من حقنا أن نتسائل :
ماذا فعلنا لكي نحقق التقارب المذهبي الطائفي ؟؟
ماذا قدمنا من أجل توحيد الأمة ؟؟

إننا وبكل أسف لا نقوم إلا بلعن الظلام دون أن نفكر في إشعال شمعة واحدة.

وإذا فعلنا أتينا بالشمعة بدون فتيلة !!!

إننا نؤمن إيمانا راسخا أنه : بدون شجاعة لا توجد حقيقة......وبدون حقيقة لا توجد فضيلة.

إن الطائفية والتمذهب والاختلافات بين التيارات الإسلامية بجميع أنواعها قامت على أساس سياسي أكثر منه ديني، فالإسلام بروحه وجوهره لا يقر بأي نوع من التفرق كيفما كان.

وقد أقر عز وجل ذلك في آيات عدة منها:

وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ 

وقال :

وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 

فعلى مدار تاريخ الإسلام لم ينجح لا علماء الإسلام وفقهاءه ولا سلاطينه، من محاربة هذا المشكل والقضاء عليه، وذلك لأن جل المحاولات كانت غير مبنية على أسس قوية مبنية على اليقين تمكن من اقتلاع الصراع من جذوره.

فيما انكب آخرون على الانتصار لفرقة  على حساب الأخرى، وما زالوا يفعلون.

و اشترك في هذا الفعل السنة والشيعة سواء، فلا يجب أن نتهم مذهبا دون غيره.

في نظري، ليس هناك حل للقضاء على الطائفية والمذهبية بشكل عام أوتحقيق تقارب سني شيعي بشكل خاص، إلا بالقيام بمراجعة شاملة لثراثنا الإسلامي الذي مازالت تعلق به شوائب تغذي ذلك وتساهم في إذكائه، وليس فقط ذلك بل هي أسباب انحدار أمة الإسلام التي ما زالت تتخبط في مشاكل عديدة تجعل المجتمع الإسلامي في مقام لا يليق بالدين الذي ينتسب إليه.

وعلى رأس هذا الموروث، الأحاديث أو الروايات المنسوبة إلى خاتم النبيين محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.

وأنا من خلال هذا المنبر ومن خلا منابر عدة، أسعى جاهدا لإنجاح مشروع تصحيح موروثنا الإسلامي، الذي كان من بين دوافعه القضية التي أطرحها في هذا المقال.

إضافة إلى ما قلنا :

المشكلة تكمن أيضا في عدم استعداد المتطرفين من السنة والشيعة على القبول بمبدأ المراجعة.

فالشيعة طبعا يعرفون أن رأسمال تمذهبهم قائم على الروايات وفقط روايات أئمتهم.

والسنيون يعتبرون ذلك إنكارا للسنة، والمراجعة التصحيحية سوف تأتي على أشياء أخرى ليست في مصلحة مذهبهم.

ويبقى الصراع ..... والمستفيد الأول والأخير هم أعداء الطرفين...

من غير مشروع مراجعة أو تصحيح ستبقى المشكلة قائمة وسينضاف إلى ذلك مدى استعداد أتباع هذه المذاهب أوالتيارات أو الجماعات أو حتى التائهين في هذا العالم من ملا حدة للحوار الإيجابي من أجل الوصول إلى الحقيقة. 

هذه الحقيقة أوالهدى الذي ينشده كل إنسان على الوجه الأرض يتمثل في توحيد الخالق واتباع قرآنه، والاستئناس ببعض موروثنا الإسلامي الذي يوافق كلام الله ولا يتعارض مع مبادئه ولا مبادئ العقل والمنطق .

هذا القرآن الذي لم ولن يستطيع أي إنسان أن يأتي بمثله والذي لن يملك أي إنسان إلا للانقياد إلى ما جاء فيه.

أما إذا أغلق الإنسان عقله وتقوقع حول أفكاره المسبقة المبنية في غالبيتها على الاتباع والتقليد، والتي تسيطر عليها سلطة السلف، فسيبقى رهينة هاته الأفكار، ولن يتخلص من تأثيرها عليه مادام لم يعط لنفسه الفرصة لكي يتحرر منها وينطلق بعقله ونفسه وروحه للتدبر الواعي والمنهجي العلمي.

يقول تعالى :

وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 

وتحية لأولي الألباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك، وكن من المتفاعلين...