الخميس، 21 فبراير 2013

مفهوم الخاتمية وخاتم النبيين

بسم الله الرحمن الرحيم  :
مما لا شك فيه أن المسلمين في غالبيتهم مؤمنون بخاتمية النبي محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم، ولكن في ظل وجود اعتقادات بظهور نبي منتظر من طرف أتباع الجماعات القاديانية والأحمدية وغيرها، وفي ظل اعتقاد المسلمين بظهور المسيح الدجال اعتمادا على روايات بهذا الخصوص، ارتأيت أن أدرج مقالي هذا من أجل الأهداف التالية :

-       إزالة هذه الشبهة من ذهن القلة القليلة ممن اعتقدوا أو مازالوا يعتقدون بالنبي المنتظر.
-       وتحديا لمن يظن أن الاحاديث هي من تثبث خاتمية نبوة رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام وليس القرآن.
-        وردا أيضا على من يزعم بنبوة الإمام المهدي من أتباع الأحمدية والقاديانية وغيرهم ممن سبقوهم ومن هم على شاكلتهم....

إليكم هذا المقال الذي أتطرق فيه بإيجاز إلى أن محمدا رسول الله هو آخر النبيين و لا نبي بعده وذلك عبر الاستدلال النقلي من القرآن الكريم وباستخدام الاستدلال العقلي بعد أن نشرح لغويا المعنى الحقيقي.

اولا الآية التي تتطرق لخاتمية النبوة جاءت في سورة الأحزاب آية 40 :
مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا

1. الدليل الأول دليل لغوي :
كلمة خاتم قرأت بصيغتين : خاتِم (بالكسرة) و خاتَم (بالفتحة)
وكلا الصيغتين مقبولتين لغويا وهما مشتقتان من كلمة "ختم".
ختم (لغة) : انهى وأغلق.
ومنه استعمال الخاتم في ختم العقود والوثائق..
وبعد عملية الختم لا يصح أي زيادة أو تغيير..
ويوافق هذا المعنى الآيات التالية التي وردت فيها كلمة "ختم" :
فأنا ممن يؤمن بأن القرآن يفسر بعضه بعضا... وهذا من إعجازه الذي لا يشبهه فيه أي كلام بشر.
الآيات
-                    
خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ

الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ

2. الدليل الثاني نقلي وعقلي في آن واحد :
ولمن لا تكفيه هذه الدلائل ويريد استدلال آخر يشترك فيه النقل الصحيح بالعقل :
آية 3 من سورة المائدة :
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا
وهذه الآية هي الفيصل في هذه القضية التي ليس بعدها أي جدال أو أي اعتراض على أن :
-
الدين اكتمل بانتهاء الرسالة.
-
اتمام النعمة بانتهاء الرسالة.
-
وجعل الدين هو الإسلام بانتهاء الرسالة.

ومن إعجاز كلمة "ختم" أن استعمالها في القرآن بهذه الصيغة إنما هو للتعبير عن انتهاء التبليغ مع ابقاء الرسالة....
وأن إغلاق الرسالة وانهاءه هو من باب عدم السماح لأي زيادة فيها أو نقصان.
وهذا بالضبط ما يقع عند ختم العقود و الوثائق..
فلا يحق لنا أن نبدل أو نغير في عقد أو وثيقة بعد ختمها، ولكن يبقى العمل بها مستمرا...

وعلى هذا الأساس فالرسالة المحمدية هي تبليغ كلام الله المنزل عليه وتبليغه للناس كما هو من غير زيادة أو نقصان.

نتيجة كل ما نقول :
آية : " رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ "
أنهت وأغلقت باب بعث النبوة بكمال الرسالة ..
وبشخص النبي محمد نفسه ....
ولن يبعث الله نبياً بعد نبيه محمد .... لا نبياً قائداً ... ولا نبياً تابعاً.

ماذا بعد هذا من دليل آخر نستلهمه من روايات لن تقنع من يبحث عن اليقين وليس الظن يا تابعي الظن.

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

رفعت الأقلام وجفت الصحف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك، وكن من المتفاعلين...